المهندس حسين إبراهيم، نائب رئيس شركة شنايدر إلكتريك لقطاع الطاقة والكيماويات لمنطقة إفريقيا 

كيف يمكن لحلول شنايدر إلكتريك المساهمة في تحقيق الاستدامة في قطاع الغاز والبترول؟

في البداية، دعونا ننظر إلى قطاع البترول، فهو قطاع ذو استهلاك عالي، يجب أن يستمر في الإنتاج بشكل دائم، ودورنا هو العمل معا للحفاظ على استهلاك الطاقة بمستويات مستدامة، فقطاع الطاقة يشكل 80% من الانبعاثات الكربونية سواء كان ذلك مرتبطا بإنتاج الطاقة أو طريقة استهلاكها، وهنا تأتي أهمية حلول وتقنيات شنايدر إلكتريك في خفض الانبعاثات الكربونية، في قطاع الغاز والبترول. ففي الوقت الراهن، الوقود الأحفوري هو العامل الأساسي فيما يتعلق بإنتاج الطاقة في جميع أنحاء العالم، ولتحقيق استدامة الإنتاج واستمراريته، يتطلب ذلك المزيد من الطاقة واستهلاك أكثر فعالية، وفي شنايدر إلكتريك نحن نركز على نقطتين أساسيتين، هما رفع كفاءة الإنتاج وتقليل استهلاك الطاقة في نفس الوقت من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الكهرباء كمصدر أساسي للطاقة والحلول التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.

ما هي تحديات التوسع في استخدام مصادر الطاقة البديلة؟

مصادر الطاقة البديلة متعددة، مثل الهيدروجين الأخضر، والتحدي الرئيسي الذي يواجهه العالم أجمع حاليا هو التكلفة، فعلى الرغم من أن طرق إنتاجها تعتمد على الطاقة المتجددة مثل الشمس أو الرياح، إلا أن بعض الدول تجد صعوبة في استمرارية هذه المصادر بشكل منتظم بسبب التغييرات المناخية، لذا، عندما يكون لديك مصدر غير مستمر للطاقة، يتطلب الأمر ذكاء اصطناعي لمراقبة الطقس وتكييف المصادر لتحقيق أقصى كفاءة ممكنة.

أما فيما يتعلق باستدامة إنتاج الهيدروجين، فيتم ربط المصدر بالاستهلاك من خلال نظام ذكي، وهذا يعتبر جزءًا من حلولنا الذكية، والذي نطلق عليها "التوأم الذكي". واليوم، يمكننا محاكاة مصادر الطاقة وكيفية إنتاجها قبل بناء المصنع، مما يوفر على المستثمرين 80٪ من التكلفة.            

وفيما يتعلق بعملية استهلاك الطاقة، يجب الانتباه أن طبيعة وحجم استهلاك كل فرد يتغير بمرور الزمن، ويعلب الوقت دورا مهما في هذا الأمر، وبالتالي، يمكننا استخدام البرمجيات لمراقبة الاستهلاك على مدار الساعة، وندمج العامل الزمني في ترشيد استهلاكنا، ولتقليل الانبعاثات، نتبع استراتيجيات متعددة مثل تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الناتجة عنها، مثل تحويل الأفران من الغاز إلى الكهرباء، مما يؤدي إلى زيادة كفاءة الطاقة وتحسين الأداء بشكل كبير.

ماهي أهم مشروعات شنايدر إلكتريك في قطاع البترول والغاز على مستوى المنطقة ؟

نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية، وتركز مشروعاتنا بشكل كبير على الطاقة الخضراء وتقليل الاستهلاك، ونحرص على  إجراء تقييم شامل لاستهلاك الطاقة ونقدم حلولًا مبتكرة، بما في ذلك البرمجيات المخصصة لمراقبة وتحسين استهلاك الطاقة على مستوى الشركات والمؤسسات، بالإضافة إلى تطبيقات متقدمة مثل مراكز التحكم الإقليمية التي تعمل على تحسين سلاسل الإمداد لقطاعي البترول والغاز.

ونفخر بالتعاون مع وزارة البترول في تنفيذ أحد أهم مشروعاتها وهو حقل ظهر العملاق، فنحن نشارك في المشروع من خلال إنتاج وتوريد المعدات الكهربائية المستخدمة في المشروع. بالإضافة إلى تنفيذ مشروع مركز القيادة في العاصمة الإدارية الجديدة بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية والذي يمثل شبكة تربط بين جميع شركات البترول التابعة للوزارة والقطاع الخاص ليتم ربطهم بمركز القيادة بالعاصمة الإدارية، وتقوم شنايدر إلكتريك بتوفير كافة احتياجات المركز المتعلقة بالحلول الهندسية والسوفت وير لمراقبة سلاسل الامداد الخاصة بالبترول بالكامل. 

أما على مستوى وزارة الكهرباء قمنا بتطبيقات متقدمة مثل مراكز التحكم الآلي وشبكة توزيع الكهرباء، فقد تم بالفعل الانتهاء من المرحلة الأولي والتي تشمل مراكز القاهرة الجديدة ومدينة نصر والدقي و6 أكتوبر بتكلفة تبلغ 4.6 مليار جنيه، بالإضافة إلى التشغيل التجريبي لمركز التحكم الآلي في شرم الشيخ، والتي تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بحوالي 3,200 طن سنويا تقريبا لكل مركز يتم إنشاؤه، مما يعمل على تعزيز مفهوم الاستدامة، وتحقيق كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الفقد الفني في شبكة التوزيع وتكلفة الصيانة. وعند الانتهاء من هذا المشروع الهام بكافة مراحله، يمكن توفير ما يعادل 1% من إجمالي الانبعاثات الكربونية في مصر خلال عام واحد.

وهذه المشروعات تهدف إلى تعزيز الاستدامة وتحقيق كفاءة أكبر في استخدام الطاقة، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من جهودنا المستمرة لدعم قطاع الغاز والبترول في المنطقة.