دولية
وكالة الطاقة الدولية اللاعب الأول في فريق الطلب على البترول
تاريخ النشر : 2020-06-08
الرياض : بالتأكيد معظمكم- إن لم يكن جميعكم - سمع الكثير
الكثير عن اوبك "منظمة الدول المصدرة للبترول" لكن بالتأكيد أيضا أن
القليل منكم هم الذين يعرفون الكثير عن وكالة الطاقة الدولية "منظمة الدول
المستوردة للبترول" رغم أن وكالة الطاقة الدولية هي اللاعب المحوري الأول في
فريق الطلب على البترول تماما كما أن اوبك هي اللاعب المحوري الأول في فريق عرض
البترول.
من البدهي أن نقول إن سوق البترول هو كجميع الأسواق الأخرى يوجد فيه
منحنى للطلب، ومنحنى آخر للعرض وأن من صالح فريق الطلب أن يلعب وهدفه "نصب
عينيه" أن ينخفض السعر، بينما من صالح فريق العرض أن يلعب وهدفه "نصب
عينيه" أن يرتفع السعر.
لقد تأسّست وكالة الطاقة الدولية في نوفمبر 1974 من الدول الكبرى
المستهلكة للبترول المعروفة باسم: OECDعقب ما
يسمى صدمة البترول الأولى "حظر البترول العربي عن الدول المعتدية على مصر عام
1973". بينما تأسست منظمة اوبك في عام 1960 عقب خفض الأخوات السبع
"شركات البترول" المتكرّر لنسبة الريع التي تدفعها لحكومات الدول المالكة
للبترول بينما ترفع في نفس الوقت نسبة الضرائب التي تدفعها هذه الشركات لحكوماتها
من مبيعاتها للبترول.
موضوعنا اليوم هو وكالة الطاقة الدولية لكن لا يحلو الحديث عنها الا
وتقفز أمامنا صورة اوبك "وكأن لسان حالها يقول: الضد يظهر حسنه الضّد"
فرغم أن المتابع للاعلام الغربي يلاحظ أنه يتحامل على اوبك ويسميها الكارتل
"المحتكر البشع" ويتجاهل أنها تمثل الدول الغلبانة التي تعيش على
البترول كمصدر وحيد للقمة عيشها وفي نفس الوقت يمجد الاعلام الغربي وكالة الطاقة
الدولية ويصفها بأنها منظمة الدول المتحضّرة التي ستقود العالم للتخلص من البترول
"بحجة أنه يرفع حرارة الأرض" عن طريق أبحاثها التي ستوجد مصادر طاقة
صديقة للبيئة كالشمس والرياح.
في الوقت الذي تتكون اوبك من ثلاث عشرة دولة فإنه في المقابل تتكون
وكالة الطاقة الدولية من 29 دولة والغريب أن من بينها النرويج رغم أن النرويج
المفترض أن تكون ضمن أعضاء اوبك لأنها دولة مصدرة رئيسة للبترول لكنها تخيّرت أن
تشق عصا الطاعة وتنحاز للدول المستهلكة.
في الواقع لا نستطيع أن نوفي وكالة الطاقة الدولية حقها في مقال وهي
المنظمة التي تضم الدول الأقوى والأغنى التي في يدها مصير العالم ويترتب على
السياسات التي تتخذها بناء على توصيات وكالة الطاقة الدولية مصير مستقبل مصادر
الطاقة على رأسها البترول الذي هو روح أوبك.
كذلك لا يمكن أن يأتي ذكر وكالة الطاقة الدولية الا ويتبادر للذهن
التقارير والإحصاءات والدراسات المتعددة التي تصدر عنها فهي المرجع الموثوق الأول
للاطلاع على خطط وبرامج وسيناريوهات الدول المتقدمة في مجال الطاقة لكن لا يتسع
الوقت لذكرها وسنكتفي بثلاثة منها:
أولا- لعل أشهر تقاريرها الدورية هو تقرير سوق البترول الشهري OMRولقد صدر في 9 فبراير "قبل أسبوعين" تقرير هذا الشهر
"كان بودي أن أستعرض أهم نقاطه لكن لا متسع".
ثانيا- التقرير السنوي WEOويصدر في
نوفمبر من كل سنة وقد صدر آخر تقرير في 10 نوفمبر 2015 "قبل ثلاثة شهور"
بعدة لغات منها العربية وهو يستعرض عدة سيناريوهات للطاقة حتى عام 2040.
ثالثا- تقرير سوق البترول في المدى المتوسط MTOMRصدر قبل خمسة أيام في 22 فبراير 2016 "أنصح المختصين بالاطلاع
عليه فهو تحليل شامل للبترول الى عام 2021".
ختاما لا يكتمل حديثنا عن وكالة الطاقة الدولية بدون الحديث عن Fatih
Berolرئيس وكالة الطاقة الدولية الذي سطع نجمه بعد تعيينه بتاريخ 1 سبتمبر
2015 رئيسا للوكالة حيث اكتسب شهرته بأنه المهندس والمصمم لتقرير WEOالذي يعتبر بمثابة إنجيل وكالة الطاقة الدولية.