تقارير

55 عاما على تأسيس أوبك .. 12 عضوا يمتلكون 80 % من الاحتياطي العالمي للنفط

تاريخ النشر : 2020-06-07

 

وبنظرة سريعة على التاريخ نجد أن فكرة إنشاء منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك تبلورت أثناء انعقاد مؤتمر البترول العربي الأول الذي عقد في القاهرة في نيسان (أبريل) عام 1959 حيث ناقشت وفود الدول المصدرة للبترول المشاركة في أعمال ذلك المؤتمر، سواء الأعضاء العرب العاملون أو الأعضاء غير العرب المراقبون، فكرة إنشاء المنظمة وأهدافها.

 

وقد تم تأسيس المنظمة في العاشر من أيلول (سبتمبر) عام 1960 في اجتماع عقد في العاصمة العراقية بغداد بحضور كل من السعودية، والكويت، وإيران، والعراق، وفنزويلا، حيث وقعوا على الاتفاق الأساسي لمنظمة أوبك ثم انضمت إليها بالتدريج ثماني دول أخرى هي قطر وليبيا وإندونيسيا والإمارات والجزائر ونيجيريا والإكوادور والجابون.

 

ثم انسحبت الجابون في كانون الثاني (يناير) 1995 فيما علقت إندونيسيا عضويتها في 2009 قبل أن تعود مرة أخرى في العام الجاري ليستقر أعضاء المنظمة حالياً على 12 عضواً هي السعودية والجزائر، وأنجولا، وإيران، والعراق، والكويت، وليبيا، ونيجيريا، وقطر، والإمارات، وفنزويلا، والإكوادور.

 

ومقر أوبك في العاصمة النمساوية فيينا منذ نحو 50 عاما وسيصبح الأعضاء 31 عضوا رسميا بعد مشاركة إندونيسيا في الاجتماع الوزاري في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

                     

وفي عام 1962 تم قبول أوبك في الأمم المتحدة كمنظمة حكومية متخصصة بموجب القرار رقم 3636، وعقدت المنظمة منذ تأسيسها نحو 167 اجتماعا وزاريا أغلبها كانت اجتماعات مهمة ومؤثرة ترقبتها السوق وتفاعلت معها على نحو واسع، حيث تعتبر أوبك الكيان الأوحد المنظم في العالم الذي يضم أبرز الدول المنتجة للنفط الخام.

 

ومرت أوبك في اجتماعاتها بمحطات كثيرة وشهدت اجتماعاتها الوزارية اهتماما ومتابعة واسعة من السوق أو على المستوى الإعلامي حيث إن أغلب الاجتماعات تتم مرتين كل عام في دوراتها العادية، ولم يشهد تاريخ أوبك إلا بعض الدورات الاستثنائية.

 

ومن أبرز المحطات المهمة في تاريخ أوبك الفترات المتعلقة بالحروب في عام 1967 وعام 1973 حيث قامت الدول العربية بقيادة السعودية بحظر تصدير النفط إلى الولايات المتحدة على دعمها إسرائيل، وكانت أوبك تضع نصب عينها دائما استقرار السوق وتأمين الإمدادات.

 

كما مرت أوبك بفترات صعبة عند انخفاض مستوى أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية متدنية في التسعينيات عقب حرب الخليج الثانية، كما تفاعلت بشكل جيد مع الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 وأخيراً في عام 2014 عندما تراجعت الأسعار بنحو 60 في المائة في أقل من ستة أشهر فكان قرار أوبك التاريخي بالتحول إلى حماية الحصص السوقية بدلا من الحفاظ على مستويات سعرية معينة وترك آليات السوق تعمل بحرية تامة وفق منظومة العرض والطلب في السوق.

 

ومن أصعب الاجتماعات الوزارية الحديثة الاجتماع رقم 166 في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 فقد كان العالم يترقب موقف أوبك بعد انهيار الأسعار وزادت حالة الجدل في السوق انتظارا لموقف أوبك وزادت التكهنات حول تخفيض الإنتاج إلى أن فاجأت أوبك السوق بالحفاظ على مستوى إنتاجها المستقر منذ سنوات ويقدر بنحو 30 مليون برميل يوميا إدراكا منها أن ذلك هو الحل الأمثل لمواجهة طفرة المعروض العالمي بقيادة النفط الصخري حيث راهنت على تقلص هذا الإنتاج تحت وطأة انخفاض الأسعار وهو ما تحقق بالفعل لاحقا ما جعلها تحظى باهتمام وتقدير دولي واسع نظرا لما تتمتع به من خبرة واسعة ورؤية ثاقبة على استشراف مستقبل الصناعة وتطورها.

 

وما زالت أوبك تقوم بدورها وتعمل على تحقيق أهدافها بكفاءة وأبرز تلك الأهداف التنسيق بين الأعضاء وتوحيد السياسات البترولية وإقرار السعر العادل لكل من المنتجين والمستهلكين بهدف تحقيق الاستقرار والتوازن في أسواق النفط وضمان استمرار تدفق النفط للدول المستهلكة بمعدلات اقتصادية، وضمان عائد عادل لرأس المال المستثمر لصناعة البترول، ويدعمها في تحقيق هذا الهدف الأمانة العامة للمنظمة برئاسة الأمين العام وبمساهــمــة اللجـــنة الاقتصـــــادية واللجنة الوزارية الثلاثية المعنية بمراقبة أوضاع السوق والحصص الإنتاجية.

 

ويعتبر المؤتمر الوزاري السلطة العليا لمنظمة أوبك، وهو مسؤول عن وضع وصياغة السياسة العامة للمنظمة وتقرير كيفية تحقيقها، ولـ أوبك لجنة مراقبة وزارية أنشئت عام 1993 مهمتها مراقبة الحصص الإنتاجية وصادرات الدول الأعضاء، ويجتمع ممثلو الدول الأعضاء في منظمة أوبك في نطاق المجلس الوزاري مرتين في العام.

 

ومن المعروف أن الاحتياطي العالمي من النفط الخام يبلغ حاليا 1.49 تريليون برميل، تستحوذ دول أوبك على 80 في المائة منها، وتتضمن احتياطيات أوبك 695 مليار برميل للدول العربية و511 مليار برميل للدول غير العربية في المنظمة.

 

وتنتج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط الذي يتجاوز 90 مليون برميل يوميا، ويبلغ إنتاج أوبك حاليا 31.6 مليون برميل يوميا، وقد أسهم تزايد الإنتاج من خارج أوبك في هبوط الأسعار، ومن المتوقع أن تبلغ إمدادات النفط حول العالم 111.2 مليون برميل يوميا بحلول 2040.

 

وكانت أوبك قد أعلنت في إحدى نشراتها الإحصائية السنوية أنّ احتياطيات المنظمة المؤكدة من النفط الخام ارتفعت 4 في المائة في 2009 إلى 1.06 تريليون برميل مدفوعة بزيادة في فنزويلا.

 

ويرجع نمو احتياطيات أوبك من النفط بالأساس إلى ارتفاع الاحتياطيات في فنزويلا إلى 211 مليار برميل من 172 مليارًا في 2008، وارتفعت احتياطيات السعودية أكبر عضو في أوبك 0.2 في المائة إلى 264.6 مليار برميل.

 

وتنتج أوبك الّتي تضم 12 دولة أكثر من ثلث النفط العالمي وتمتلك نحو أربعة أخماس الاحتياطيات المؤكدة من الخام في العالم.

 

ويقول الدكتور ميخائيل هويبل حاكم وعمدة العاصمة النمساوية فيينا إن منظمة أوبك نفخر بأنها تعمل على أرض فيينا فقد قدمت إسهامات واسعة لصناعة حيوية هي صناعة النفط التي تقوم عليها عجلة التنمية في الدول الصناعية ونتمنى لها الازدهار ودوام المساهمة في الرقي والتنمية في دول العالم أجمع.

 

فيما يؤكد ألان ماتيفاود مدير الأبحاث في شركة توتال العالمية للنفط أن أوبك منظمة ولدت عملاقة وجمعت كبار المنتجين وأعلت المصلحة العامة وسعت إلى نمو الاقتصاد الدولي، لذا قدمت إسهامات جليلة للصناعة حول العالم وكان لها تأثير إيجابي واسع في السوق.

 

ونقل تقرير لـ أوبك عن عبدالله البدري الأمين العام أنه عندما انتقلت الأمانة العامة إلى فيينا في عام 1965 كانت أوبك لا تزال منظمة صغيرة جدا - خمس سنوات فقط - وغير معروفة لكثيرين وعلى مدى السنوات الـ 50 الماضية واجهت أوبك عديدا من العقبات والتحديات وتغلبت عليها وحققت نموا كبيرا وهي الآن تجمع أقطاب الصناعة وأصحاب المصلحة الرئيسيين في سوق النفط العالمية.

 

وقال التقرير إن الشعب النمساوي وبلدية فيينا كانوا دائما داعمين لمنظمة أوبك وخير مضيفين لها، مشيرا إلى أن أبرز ملامح مسيرة أوبك أنها نجحت في تحقيق نمو متلاحق في الحجم والخبرة والنفوذ وأسست لعلاقات تعاون ناجحة مكنت من مواجهة التحديات وحسن استغلال الفرص في صناعة النفط.

 

وأضاف التقرير أن مقر أوبك تنقل عدة مرات داخل فيينا على مدى الخمسين عاما الماضية حيث استقرت لأول مرة في اثنين من المباني الصغيرة في الحي الرابع في فيينا ثم انتقلت إلى الحي العاشر قبل أن تستقر حاليا في مبنى عصري مجاور للبورصة النمساوية في منطقة شوتنرينج الشهيرة في الحي الأول وسط العاصمة.

 

ويشير التقرير إلى أن اتفاقية استضافة النمسا منظمة أوبك عام 1965 وقعها أشرف لطفي الأمين العام لمنظمة أوبك حينئذ والدكتور برونو كرايسكي وزير خارجية النمسا وقد لاقت ترحيبا واهتماما دوليا واسعا على المستويين الرسمي والإعلامي.

 

وأشار التقرير إلى نمو العلاقة بين النمسا وأوبك وتعززها على نحو واسع على مر السنين، لافتاً إلى أن عديدا من موظفي المنظمة سواء في الماضي أو الحاضر ارتبطوا عاطفيا ونفسيا بفيينا وبمنظومة العمل الرائعة داخل أوبك كما عاشت أسرهم وأبناؤهم في فيينا وتربوا في مدارسها وتعلموا اللغة الألمانية وارتبطوا بالثقافة النمساوية وجميعهم فضلوا البقاء في فيينا بعد انتهاء فترة خدمتهم في أوبك.

 

ويقول أنيس العطار أحد أقدم موظفي أوبك ويبلغ من العمر 81 عاما إنه قضى 26 عاما سعيدا بالانتماء والعمل في أوبك قبل أن يحال إلى التقاعد في عام 1996 ووصف عمله في أوبك بأنه أفضل فترات حياته، مشيرا إلى أنه متقاعد منذ أكثر من 20 عاما ولا يزال يحلم بـ أوبك ويعيش ذكريات فترة عمله فيها ولن يغادر فيينا التي يعتز بالسنوات التي عاشها في هذه العاصمة الجميلة.

 

ويقول المعنيون بالمنظمة الدولية إن صورة أوبك في وسائل الإعلام تغيرت بشكل أفضل بكثير في 1974-1975 نتيجة لجهود المنظمة على الساحة الاقتصادية الدولية والآن تقدم أوبك مساهمات واسعة في الاقتصاد الدولي وأصبحت منظمة معترف بها أكثر بكثير مما كان عليه الوضع قبل 50 عاما.

 

وأشار التقرير إلى أن الهيئة الإدارية لـ أوبك بذلت على مدار السنين جهودا مكثفة من أجل تصحيح الصور المغلوطة وإيضاح طبيعة مهمة أوبك حيث كان قطاع كبير يعتقد أن أي زيادة في سعر النفط تجيء بقرار من جانب أوبك في فيينا إلى أن تعرف كثيرون على دور أوبك الجوهري في تقديم الدراسات والبحوث إلى وزراء النفط وهم أصحاب القرار النهائي.

 

ورأى التقرير أن مجيء أوبك إلى فيينا كان في ظروف تاريخية دقيقة حيث كانت النمسا تتعافى من تداعيات الحرب العالمية الثانية وكانت تسعى إلى جذب المنظمات الدولية لإقامة مقار لها في النمسا التي اشتهرت بأنها من أبرز دول الحياد مثل سويسرا والسويد.

 

وأشار التقرير إلى ذكاء وزارة الخارجية النمساوية في الاستفادة من البلاد كدولة محايدة في عمل إيجابي وتحويل فيينا إلى مركز دولي للمنظمات الدولية الكبيرة، كما نجحت بعد ذلك في أن تكون مركزا دوليا للأمم المتحدة بفضل السياسات المتوازنة للمستشار السابق كرايسكي الذي اتبع سياسة جيدة تقوم على جعل فيينا نقطة وصل بين الشرق والغرب.

 

 

مواضيع ذات صلة

شنايدر إلكتريك تتخطى أهداف الاستدامة لعام 2023 وتحافظ على مكانتها كشركة رائدة في التصنيفات العالمية

أعلنت شنايدر إلكتريك، الشركة العالمية الرائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكّم الآلي، عن مؤشرات أدائها العام في مجال الاستدامة لعام 2023 وذلك ضمن التقرير السنوي للنتائج المالية والتشغيلية للشركة.

إقراء المزيد

أسعار البترول العالمية ترتفع 6% في أسبوع وتصل لأعلى مستوياتها في شهرين

وصلت أسعار البترول العالمية لأعلى مستوياتها في شهرين خلال نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك عقب اشتداد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما سلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية التي تهدد إمدادات الخام.

إقراء المزيد

إيني: نتوقع استئناف مصر تصدير الغاز الطبيعي المسال في ديسمبر أو يناير

كشف مسؤول في شركة إيني الإيطالية عن أنه من المتوقع أن تستأنف مصر صادرات الغاز الطبيعي المسال في ديسمبر أو يناير المقبلين، ويعود ذلك إلى انخفاض الطلب المحلي خلال فصل الشتاء وزيادة الإمدادات الخارجية.

إقراء المزيد
SchlumbergerAlmansoori غاز مصر بتروجت انبى جاسكو سابسكو همبل كاتكجوتن سكاى شنايدر نورسنيبتون كويت انرجى ورنتر شل ديا ترانس جلوب shellexxonالتعاون للبترول