الانباء الكويتية :  دخلت الكويت رسميا في مرحلة جديدة من إنتاج النفط الخام، وخرجت من عباءة إنتاج النفط الخفيف، لتبدأ فعليا بإنتاج النفط الثقيل، وذلك بعد توقيع العقد الأضخم في تاريخ نفط الكويت مع شركة بتروفاك البريطانية بقيمة 1.2 مليار دينار لتطوير وإنتاج النفط الثقيل والذي يدخل ضمن الاحتياطيات الصعبة وذات التكلفة الاقتصادية المرتفعة.

وحول آخر ما توصلت إليه نفط الكويت في تنفيذ المشروع قالت مصادر لـ«الأنباء» ان الشركة نجحت في حفر أكثر من 1000 بئر نفطية في شمال الكويت لإنتاج النفط الثقيل، وسيتم الانتهاء من باقي الآبار الخاصة بالمشروع خلال العام المقبل، مشيرة إلى انه تم حفر أضحل بئر أفقية باستخدام أبراج الحفر العادية.

وذكرت المصادر ان شركة بتروفاك تقوم حاليا بالدراسات التصميمية للمشروع ومراجعتها مع المستشار الفني وقامت ببناء مكاتب في موقع الحقل، متوقعة أن تبدأ بتروفاك في عمليات البناء والتشييد للوحدات قبل نهاية العام الحالي.

وكانت الشركة قد نجحت في حفر 800 بئر من أصل 943 بئرا مؤخرا قبل أن تتخذ قرارا برفع أعداد الآبار المحفورة للمشروع، وقالت المصادر ان معدل إنتاج النفط الثقيل يصل حاليا الى 1500 برميل يوميا، وتم مؤخرا حفر 62 بئرا.

وذكرت ان الحقل الرئيسي للنفط الثقيل يوجد في شمال الكويت وهو حقل الرتقة الجنوبي لمكمن فارس السفلي، وقد أصبح لدى مؤسسة البترول استراتيجيه مهمة تتضمن زيادة الإنتاج ليصل في عام 2020 إلى 4 ملايين وجزء من هذا الإنتاج يكون من النفط الثقيل.

وأشارت إلى ان النفط الثقيل هو مستقبل الصناعة النفطية في الكويت، حيث اعتمدت الكويت على حقول إنتاج النفط الخفيف لأكثر من 70 سنة لذلك تهتم الشركة حاليا بالحقول حديثة الاستكشاف والتركيز على الحقول غير الاعتيادية ومنها حقول النفط الثقيل وهذا التركيز ليس من الكويت فقط ولكن أيضا من كل دول العالم المنتجة للنفط.

وبينت ان مجموعة تطوير النفط الثقيل بدأت في عمليات الإنتاج الحراري المستمر منذ شهر تقريبا وذلك بعد نجاح خطط اختبار تقنية الإنتاج الحراري المستمر على 26 بئر أفقية في حقل الرتقة.

وعقب انتهاء بتروفاك من تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع النفط الثقيل ستصبح الكويت دولة منتجة للنفط الثقيل بحلول عام 2019 بمعدل إنتاج يومي يقدر بـ 60 ألف برميل يوميا، وبعد ذلك تبدأ عمليات التطوير ليصل الإنتاج إلى ما يقارب 270 ألف برميل يوميا من النفط الثقيل بعد عام 2030.

وقالت المصادر ان الأعمال الرئيسية التي ستنفذها شركة بتروفاك في حقل الرتقة الجنوبي لمكمن فارس السفلي في شمال الكويت تتكون من مركز تجميع ومنشآت لضخ البخار وخط أنابيب للنفط مجمع للنفط بين الآبار المنتجة.

يذكر ان طبقات الآبار للنفط الثقيل تتراوح بين 500 و800 قدم، وتعتبر قريبة من الأرض، كما أنها غير مكلفة، وتختلف حقول النفط الثقيل عن الخفيف في كميات الآبار فالنفط الثقيل يحتاج إلى عدد كبير من الآبار، وذلك لانتشاره في مساحات كبيرة، وتعتبر «هذه هي الصعوبة التي تواجهها شركة نفط الكويت في حفر الآبار للنفط الثقيل»، كما توضح المصادر.

وذكرت ان أفضل طرق الضخ لإنتاج النفط الثقيل هو الضخ بالبخار باستخدام الديزل كوقود لمحركات البخار، كما يعتبر تطوير النفط الثقيل عملية معقدة على مستوى العالم، حيث انه يحتاج الى معالجة حرارية معقدة جدا لاستخراج اكبر كمية ممكنة.

تحديات إنتاج النفط الثقيل

  اختلاف مواصفات النفوط في الحقل الذي عرف عنه انه كبير الحجم بما يعادل مساحة 1200 كيلومتر مربع.

  الضغط المنخفض في الحقل يزيد من صعوبة إنتاج النفط، حيث يلزم الاستعانة بطرق التحفيز الصناعية.

عدم توافر خرائط المسح الزلزالي نظرا لعمق مكمن النفط الثقيل الضحل.

  تطهير الحقل من مخلفات الغزو كالألغام نظرا لكبر المساحة التي يغطيها حقل الرتقة.

  ارتفاع تكاليف الإنتاج مقابل أسعار النفط.

  صعوبة تسويق النفط الثقيل ولجوء شركة نفط الكويت إلى اتباع طرق خاصة لتحسين خصائص النفط.