الرياض : الإعلان المفاجئ عام 2010/2011 عن إدخال بترول حوض اورينكو (غير التقليدي) إلى احتياطي البترول الفنزويلي فقفز بالتالي احتياطي فنزويلا إلى أكبر احتياطي مُؤكّد في العالم هو مناورة الغرض منها استدراج الدول الأخرى الأعضاء في منظمة أوبك ولا سيما المملكة (مالكة أكبر احتياطي قبل قفزة احتياطي فنزويلا) للكشف عن مقدار احتياطي البترول في أراضيهم عن طريق دخولهم لعبة المزايدات على الاحتياطي كما حدث خلال الثمانينيات حين بدأت دول أوبك دولة بعد دولة تعلن عن زيادات كبيرة في احتياطيها لا زال يشك الكثيرون الى الآن في صحتها.

لقد شاهد النصف الأخير من العقد الثامن من القرن المنصرم (الأعوام: 1985 – 1990) قفزات متتالية أدت الى مضاعفة إجمالي احتياطي دول أوبك فقفز من 405 مليارات الى 720 مليار برميل.

كانت البداية عام 1984/1985 حيث قفز احتياطي الكويت من 70 مليارا الى 100 مليار برميل. ثم قفز احتياطي أربع دول من أوبك في عام واحد (1987/1988) كالتالي: إيران من 50 مليارا الى 100 مليار برميل، والعراق من 50 مليارا الى 100 مليار برميل، والامارات من 35 مليارا الى 100 مليار برميل، وفنزويلا من 30 مليارا الى 60 مليار برميل. ثم بعد عام واحد في عام 1989/1990 قفز احتياطي المملكة من 170 مليارا الى 260 مليار برميل.

لقد بقيت طوال 25 سنة من 1990 الى 2015 احتياطيات كل من المملكة والكويت والامارات ثابتة تقريبا لا تزيد ولا تنقص. بينما احتياطي إيران قفز قفزتين كبيرتين القفزة الأولى الى 132.7 مليار برميل عام 2003/2004 والقفزة الثانية الى 157.8 مليار برميل عام 2010.

كذلك احتياطي العراق قفز قفزتين كبيرتين ملازمتين لقفزتي احتياطي إيران الأولى الى 115 مليار برميل عام 96/97 والقفزة الثانية الى 150 مليار برميل عام 2010.

بينما أخذ احتياطي فنزويلا يزداد سنة بعد سنة بمعدل مليار برميل سنويا الى ان وصل 79.7 مليار برميل عام 2009 ثم قفز (شطح) القفزة الكبرى الى 300 مليار برميل عام 2010.

هذا يعطينا صورة سريعة لتطور احتياطيات البترول في الدول ذات الاحتياطيات الضخمة في أوبك وبالتالي يقودنا لإعطاء صورة سريعة لتطور مسيرة الإنتاج في دولها الرئيسة.

تاريخياً على مدى عشرة أعوام منذ انشاء أوبك عام 1960 الى عام 1970 كانت فنزويلا أكبر دولة منتجة للبترول في أوبك حيث كان انتاجها اليومي بين 3.01 – 3.75 ملايين برميل. لكن منذ عام 1970/1971 بدأ انتاج كل من المملكة وإيران ينمو بسرعة حيث وصل انتاجهما عام 1974/1975على التوالي: المملكة 8.62 ملايين برميل وإيران 6.06 ملايين برميل. ثم بعد ذلك انفردت المملكة بتصدرها إنتاج أوبك حيث تجاوز انتاجها اليومي 10 ملايين برميل في الأعوام 1979 و1980 و1981 بينما انخفض تدريجيا الإنتاج الإيراني والفنزويلي والعراقي الى ان أصبح عام 1980/1981 كالتالي: فنزويلا 2.16 مليون برميل، وإيران 1.32 مليون برميل، والعراق 0.9 مليون برميل.

مساحة الزاوية لا تتسع للدخول في التفاصيل لتغطية بقية مراحل الانتاج التاريخية ولكن يكفي أن نقول ان الانتاج اليومي لهذه الدول الأربع عام 2014 هي كالتالي: المملكة 11.5 مليون برميل، إيران 3.61 ملايين برميل، العراق 3.28 ملايين برميل، فنزويلا 2.71 مليون برميل.

الخلاصة:

هكذا نرى ان فنزويلا دخلت أوبك عام 1960 بأكبر إنتاج وأقل احتياطي وأصبحت الآن الأقل إنتاجاً والأكبر احتياطياً هذا يوضح مدى استعجال فنزويلا (غير المبرر) بإدخال بترولها غير التقليدي الى الاحتياطي المؤكد لأنه يوجد لدى دول كثيرة احتياطيات بترول غير تقليدي بعضها أقل تكلفة من إنتاج بترول فنزويلا ولكن تعرف أنه لم يحن الوقت للإعلان عنه.