معلومات تهمك

مراحل وكفاءة إنتاج حقول البترول

تاريخ النشر : 2020-06-07

 

الاقتصادية : من الأمور التي قد تغيب عن أذهان غير المتخصصين في ما يتعلق بمراحل إنتاج حقول البترول، كيفية استخلاص أكبر كمية ممكنة منه. فعند اكتشاف الحقل تقوم الجهات المختصة بحفر عدة آبار لتحديد الحجم الكلي للمخزون البترولي والحصول على عينات من الطبقات الصخرية والسوائل البترولية التي تساعد على تحديد كمية الاحتياطي الممكن إنتاجها بالطرق التقليدية.

 

والاحتياطي القابل للإنتاج هو نسبة من كامل المخزون البترولي للحقل. وترتفع النسبة مع تحسن طرق الإنتاج واستخدام وسائل وتقنيات إضافية، ربما تكون مكلفة، خلال إنتاج النصف الأخير من الاحتياطي. ومن الممكن تقسيم الإنتاج إلى ثلاث مراحل رئيسة. ونحن نتحدث هنا عن حقل افتراضي يمثل أغلب حقول البترول. المرحلة الأولى هي بداية الإنتاج. تصعد السوائل البترولية ذاتيًّا من خلال فتحة البئر إلى مرافق الإنتاج من أجل فرز البترول عن الغاز المصاحب الذي له الفضل في قوة دفع السائل البترولي إلى أعلى. ومع مرور السنين تضعف قوة الدفع وتقل كمية الإنتاج، وهو أمر طبيعي. وهنا يكون قد بدأ ضخ كميات كبيرة من الماء كعامل مساعد لحفظ الضغط داخل الحقل، ويكون موجهًا نحو أسفل طبقة في المكمَن، أي تحت البترول، ونقصد بالمكمَن، الطبقات الصخرية التي تختزن البترول. ومصدر الماء الذي عادة يستخدمونه لحفظ الضغط إما البحر أو المياه الجوفية عالية الملوحة، التي لا تصلح للزراعة ولا للاستهلاك الآدمي. وتبدأ المرحلة الثانية بعد ظهور كميات كبيرة من الماء مختلطة مع البترول، حيث يتم فرزها وإعادة حقنها في الحقل. وفي حالات استثنائية، تتطلب وجود عوامل جيولوجية خاصة لا تتوافر في جميع الحقول، يتم أيضا حقن كميات من الغاز المصاحب لزيادة المحافظة على الضغط. وتستمر هذه المرحلة حتى يحين وقت إنزال مضخات كهربائية أو ميكانيكية داخل البئر للمساعدة على رفع السائل البترولي الذي يكون قد فقد القوة الذاتية التي كانت ترفعه إلى سطح الأرض. وتكلفة الإنتاج ترتفع مع مرور الوقت ومع الاستعانة بالعوامل المساندة. وهكذا تسير الأمور حتى ينخفض الإنتاج إلى معدل قد لا يكون اقتصاديا. وهذه هي تقريبًا نهاية المرحلة الثانية.

أما المرحلة الثالثة فهي الأكثر صعوبة وأكبر تكلفة، وتسمى عملية التحفيز، وتتمثل في استخدام وسائل ومواد خاصة. هذه العملية معقدة ومكلفة، وتأتي من طرق متعددة حسب ملاءمة كل طريقة للوضع في الحقل. وعادة يختار المسؤولون أمثلها وأنسبها، بعد إجراء دراسات وتجارب مخبرية وحسابات اقتصادية. فقد يستخدمون ضخ كميات كبيرة من بخار الماء تحت درجة حرارة عالية. أو حقن أنواع من الغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون إذا كان متوافرًا. وقد يقع الاختيار على ضخ مواد كيماوية تساعد على تحرير كميات كبيرة من البترول اللاصق لجدران مسام الصخور. والعامل المشترك، الجدوى الاقتصادية.

والمهم في الموضوع هي النسبة النهائية للاستخلاص، أي نسبة ما يمكن إنتاجه خلال عمر الحقل من مجموع كمية البترول الموجودة فيه. وتذكر المعلومات المنشورة أن معدل نسبة الاستخلاص عالميا يراوح بين 35 و40 في المائة من مجموع محتويات الحقول. ويظهر لنا أن هذه النسبة تشمل فقط المرحلتين الأولى والثانية اللتين ذكرناهما آنفًا، ولا تشمل مرحلة التحفيز المكلفة. ولكن هناك حقولا كثيرة، منها معظم حقولنا في السعودية، تتوافر في تركيباتها الصخريي خصائص جيولوجية تتعلق بحجم مسام الصخور ودرجة النفاذية بينها وقوة الجاذبية التي تحكم حركة السائلين، البترول والماء داخل المسام الصخري. فوجودها أو البعض منها يساعد على رفع معدل الاستخلاص للمرحلتين الأولى والثانية إلى 50 وربما 60 في المائة من مجموع الاحتياطي الممكن إنتاجه. وهناك آمال برفع نسبة الاستخلاص في حقولنا إلى 70 في المائة، وإن كنت أشك في أن نستطيع تطبيق ذلك عمليًّا أو أن يشمل هذا التفاؤل جميع الحقول. ومن السهولة بمكان تقدير نسبة الاستخلاص بالنسبة للمرحلتين الأولى والثانية من عمر الإنتاج. أما المرحلة الثالثة، وهي التي تتطلب عملية التحفيز، فليس من الممكن تقدير نسبتها سلفًا لأسباب فنية وجيولوجية. ولتوضيح هذه النقطة، سنعود إلى المرحلتين الأولى والثانية. فمن المفترَض أن الإنتاج خلالهما يتسرب إلى مواقع الآبار بانتظام من جميع الأركان والاتجاهات، شاملا محيط الحقل. أما في حالة إنتاج مرحلة التحفيز فالأمر مختلف تمامًا. فعلى الرغم مما قد تؤكده الدراسات من احتمال الحصول على نسبة 10 في المائة من كمية الاحتياطي خلال عمر مرحلة التحفيز، إلا أن تطبيقه عمليا شبه مستحيل، حتى لو أثبتت الدراسة إمكانية ذلك. والسبب هو أن وضع الحقل عند هذه المرحلة قد تغيرت طبيعته. ومعظم الآبار القديمة يكون عمرها قد انتهى، ما يتطلب حفر آبار جديدة. وفي هذه الحالة يكون أيضا من الصعب تحديد المناطق التي لا تزال تحتفظ بكميات تجارية من البترول، بعد أن يكون الماء قد أحاط بكميات كبيرة مما بقيَ منه. ومع ذلك فقد يكون استخدام ما يناسب من طرق التحفيز اقتصاديا إذا كانت الأسعار عند مستوى مرتفع نسبيًّا. والنسبة المتبقية من المخزون البترولي الكلي للحقل غير القابلة للإنتاج، قد تكون بين 30 إلى 60 في المائة حسب ظروف وطرق الإنتاج، تظل رهن مكانها في قلب الصخور إلى الأبد. ولعله من باب التذكير أن نشير إلى أنه في الولايات المتحدة عشرات الآلاف من آبار البترول التي تنتِج الواحدة منها في حدود عشرة براميل في اليوم ولا يزال إنتاجها هناك اقتصاديا.

 

 

مواضيع ذات صلة

معلومات عن كلية هندسة البترول والتعدين بالسويس وأقسامها

يبحث عدد كبير من طلاب الثانوية العامة، عن الكليات المختلفة استعدادا للالتحاق بها، وذلك بعد ظهور تنسيق الجامعات، ومن بينها كلية هندسة البترول والتعدين بالسويس

إقراء المزيد

كيف ستحقق شركة اسيوط الوطنية لتصنيع البترول (انوبك) الإكتفاء الذاتي لمنطقة الصعيد؟

الملا: رفع نسبة المكون المحلي بمجمع السولار الجديد بأسيوط بعد زيادة قدرات التصنيع

إقراء المزيد

في الذكرى الـ55 لإنشائها.. اهم المحطات التاريخية لمنظمة الأقطار العربية (أوابك)

بدأت فكرة إنشاء منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" كمشروع مصرى حيث تقدمت مصر فى أغسطس 1964 بإقتراح إلى لجنة خبراء البترول العرب لإنشاء منظمة عربية للبترول لتنسيق السياسات العربية البترولية.

إقراء المزيد
SchlumbergerAlmansoori غاز مصر بتروجت انبى جاسكو سابسكو همبل كاتكجوتن سكاى شنايدر نورسنيبتون كويت انرجى ورنتر شل ديا ترانس جلوب shellexxonالتعاون للبترول