تقارير

«أوبك +» تتمسك بخطتها للإنتاج بعد النظر لأساسيات السوق .. تعاف مستمر للطلب العالمي

تاريخ النشر : 2022-02-03

قرر وزراء الطاقة والنفط في تحالف منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها "أوبك +" أمس، التمسك بالزيادة الشهرية في إنتاج المجموعة، التي تضم 23 عضوا بنحو 400 ألف برميل يوميا لشهر آذار (مارس) المقبل.

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الوزاري الـ25 لـ"أوبك" والمنتجين المستقلين "أوبك +" الذي عقد عبر الفيديو أمس، برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي.

وقال البيان الختامي إنه بالنظر إلى أساسيات سوق النفط الحالية والإجماع على التوقعات، فإن منظمة "أوبك" والشركاء من خارج "أوبك" قرروا إعادة التأكيد على قرار الاجتماع الوزاري العاشر لـ"أوبك" وغير الأعضاء في "أوبك" في 12 شباط (أبريل) 2020 والمصادقة عليه في اجتماعات لاحقة، بما في ذلك اجتماع وزراء التحالف 19 في 18 تموز (يوليو) 2021.

وأشار البيان إلى إعادة التأكيد على خطة تعديل الإنتاج وآلية تعديل الإنتاج الشهرية المعتمدة في التحالف في الاجتماع الوزاري الـ 19 وقرار تعديل الإنتاج الشهري الإجمالي بالزيادة بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا لشهر آذار (مارس) 2022.

ولفت إلى التأكيد على الأهمية الحاسمة للالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض والاستفادة من تمديد فترة التعويض حتى نهاية تموز (يونيو) 2022، حيث يجب تقديم خطط التعويض وفقا لبيان التحالف في الاجتماع الوزاري الـ 15 مع إقرار عقد الاجتماع المقبل لوزراء المجموعة في اليوم الثاني من الشهر المقبل.

وقال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي إن روسيا ستزيد إنتاجها النفطي بمقدار 100 ألف برميل يوميا في آذار (مارس) في إطار الزيادة المقررة في إنتاج مجموعة "أوبك +" والبالغة 400 ألف برميل يوميا.

وأكد نوفاك إلى قناة روسيا-24 التلفزيونية بعد اتفاق المجموعة أن امتثال روسيا لاتفاق "أوبك +" يقترب من 100 في المائة.

وأضاف أن الطلب على المنتجات النفطية يشهد انتعاشا، رغم أن شكوكا كثيرة، بما في ذلك انتشار المتحور أوميكرون لفيروس كورونا، ما زالت باقية.

بدوره، قال محمد الفارس، وزير النفط الكويتي في تصريحات أمس، إن الطلب العالمي على النفط يشهد تعافيا مستمرا في ظل أجواء إيجابية وتحسن مؤشرات الاقتصاد العالمي.

وأوضح الفارس أن محاذير من بينها ارتفاع معدلات التضخم ومتحورات فيروس كورونا تستدعي مواصلة توخي الحذر ومراقبة تطورات السوق، لكن "تأثيرات متحور كورونا أوميكرون ربما تكون طفيفة في ظل التوسع في توزيع اللقاحات"، وفقا لـ"رويترز".

وفي سياق متصل، واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها القوية لليوم الثالث على التوالي لتسجل أعلى مستوى في ثمانية أعوام ويدعم المكاسب انخفاض المخزونات الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي.

وانتهت توصيات اللجنة الفنية في تحالف "أوبك +"، التي سبقت الاجتماعات الوزارية إلى ملاحظات مفادها أن سوق النفط ستشهد فائضا في المعروض بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في 2022 إذا قامت "أوبك" وحلفاؤها بإلغاء تخفيضات الإنتاج بالكامل كما هو مخطط.

ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون نفطيون إن "أوبك +" قررت بتوافق سريع الاستمرار في زيادة حصص إنتاج النفط الخام بمقدار 400 ألف برميل يوميا لشهر آذار (مارس) كما هو مخطط ومطبق منذ آب (أغسطس) الماضي، مشيرين إلى أن القرار جاء رغم صعوبات الإنتاج، التي يعانيها كثير من المنتجين حاليا نتيجة تقلص الطاقة الفائضة للمجموعة والتحديات الجيوسياسية في المستقبل.

وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا أن قرار الاستمرار في تطبيق الزيادات الحالية في الإنتاج كان متوقعا، ولن يؤثر في الأرجح على الأسعار، التي ستواصل مسيرة الصعود بسبب وجود إشارات على أن الطلب قوي كما أن المخاطر الجيوسياسية بدأت تؤثر في أسعار النفط بشكل يراه بعضهم يفوق أساسيات السوق.

ونوه إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل واسع بعد انتهاء الاجتماع الوزاري لتحالف "أوبك +"، حيث كان الاجتماع خاليا من أي مفاجآت ولم يتم زيادة الإنتاج بوتيرة أكبر من الشهور السابقة نتيجة صعوبات الاستثمار وعدم قدرة بعض المنتجين على الوفاء بحصصهم في الزيادة الحالية، وهو ما ظهر بوضوح في بيانات الإنتاج عن شهر ديسمبر الماضي.

ومن ناحيته، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة إن السوق شهدت قبل اجتماع "أوبك +" كثيرا من التكهنات، حيث تحدث البعض عن زيادة أكبر لمواكبة المخاطر الحالية والتعافي السريع في الطلب نتيجة انحسار المخاوف من متغير أوميكرون من فيروس كورونا وإعلان دول كبرى مثل بريطانيا والدنمارك عن العودة إلى الحياة الطبيعية بعد رفع كل القيود، التي فرضت منذ اندلاع الجائحة قبل عامين.

ولفت إلى أن بعض الأطراف المعنية بسوق النفط الخام تحدثت عن احتمالية أن تقوم الدول المنتجة ذات الطاقة الاحتياطية الكبيرة بالتدخل بشكل أوسع في السوق لسد فجوة العرض، التي خلفها الأعضاء، الذين لا يحققون أهداف زيادة الإنتاج بسبب صعوبات الإنتاج وغياب الاستقرار في بعض الدول المنتجة.

وتشير الدكتورة ناجندا كومندانتوفا، كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إلى أن وزراء الطاقة والنفط في "أوبك +" حريصون على تقديم رسالة إيجابية وتدعو لطمأنة السوق في ظل حالة عدم اليقين السائدة حاليا، مؤكدة أن المنتجين يسعون حثيثا لتحقيق الاستقرار في السوق وتضييق أي فجوة بين العرض والطلب ويلتزمون الحذر في التعامل مع المخاطر الجيوسياسية، التي يدركون جيدا أنها عوامل مؤقتة في التأثير في مسار سوق النفط.

وأشارت إلى أن أزمة أوكرانيا تتصاعد وتحول دون استقرار السوق والجميع يدرك أنه في حال فرضت الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا، وهي ثاني أكبر منتج في العالم بعد الولايات المتحدة فقد تكون العواقب على سوق النفط خطيرة للغاية، منوهة إلى وجود محاولات دولية للتهدئة وتفادي سيناريو المواجهات العسكرية، لأن الجميع يدرك جيدا أن الفاتورة الاقتصادية ستكون فادحة على الجميع دون استثناء أحد.

ومن جانبه، يقول ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية أن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى "أوبك" ربما تكون محصورة في السعودية والإمارات اللتين تمتلكان أكثر من 90 في المائة، من الطاقة الإنتاجية الإضافية للمجموعة، ولكن بقية الأعضاء مثل نيجيريا وأنجولا وماليزيا والكونغو وغينيا وأذربيجان يكافحون كثيرا من أجل الوصول إلى حصصهم الإنتاجية.

وذكر أنه إذا استمر هذا الاتجاه فمن المرجح أن تنتقل سوق النفط بسرعة إلى حالة العجز في المعروض النفطي، وهو ما يبشر بالتالي باستمرار المكاسب القياسية للنفط الخام، الذي سجل بالفعل أعلى مستوى في ثمانية أعوام، وهو ما فاقم بدوره ارتفاع تكاليف التضخم وتحديدا في دول الاستهلاك.

ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس، ليواصل الخام الأمريكي مكاسبه لليوم الثالث على التوالي، مقتربا من ملامسة أعلى مستوى في ثمانية أعوام، ويواصل خام برنت صعوده لثاني يوم على التوالي وبدعم انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي، على حسب بيانات أولية لمعهد البترول الأمريكي.

وارتفع الخام الأمريكي بنحو 0.5 في المائة، إلى مستوى 88.77 دولار، من مستوى الافتتاح عند 88.34 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 87.98 دولار، وصعد خام برنت 0.35 في المائة، إلى مستوى 89.64 دولار للبرميل، من مستوى الافتتاح عند 89.34 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 88.87 دولار.

وعند تسوية الأسعار الثلاثاء، حقق الخام الأمريكي ارتفاعا 0.25 في المائة، في ثاني مكسب يومي على التوالي، وسجل أعلى مستوى في ثمانية أعوام عند 88.84 دولار للبرميل، وصعد خام برنت 0.2 في المائة، بدعم تراجع الدولار.

وفي بيانات أولية أعلن معهد البترول الأمريكي الثلاثاء انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 1.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 كانون الثاني (يناير)، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، على خلاف توقعات الخبراء التي أشارت إلى ارتفاع بنحو 1.1 مليون برميل.

مواضيع ذات صلة

شنايدر إلكتريك تتخطى أهداف الاستدامة لعام 2023 وتحافظ على مكانتها كشركة رائدة في التصنيفات العالمية

أعلنت شنايدر إلكتريك، الشركة العالمية الرائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكّم الآلي، عن مؤشرات أدائها العام في مجال الاستدامة لعام 2023 وذلك ضمن التقرير السنوي للنتائج المالية والتشغيلية للشركة.

إقراء المزيد

أسعار البترول العالمية ترتفع 6% في أسبوع وتصل لأعلى مستوياتها في شهرين

وصلت أسعار البترول العالمية لأعلى مستوياتها في شهرين خلال نهاية تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك عقب اشتداد الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما سلط الضوء على المخاطر الجيوسياسية التي تهدد إمدادات الخام.

إقراء المزيد

إيني: نتوقع استئناف مصر تصدير الغاز الطبيعي المسال في ديسمبر أو يناير

كشف مسؤول في شركة إيني الإيطالية عن أنه من المتوقع أن تستأنف مصر صادرات الغاز الطبيعي المسال في ديسمبر أو يناير المقبلين، ويعود ذلك إلى انخفاض الطلب المحلي خلال فصل الشتاء وزيادة الإمدادات الخارجية.

إقراء المزيد
SchlumbergerAlmansoori غاز مصر بتروجت انبى جاسكو سابسكو همبل كاتكجوتن سكاى شنايدر نورسنيبتون كويت انرجى ورنتر شل ديا ترانس جلوب shellexxonالتعاون للبترول