كان عام 2017 قاسيا على منتجي النفط والغاز الطبيعي وذلك بعد تدني أسعاره منذ عام 2014 من 110 دولار للبرميل الى 50 دولار للبرميل فقد اضر هذا التهاوي اسواقا كبيرة كالسوق الروسيةالتى تسعي حاليا الى تعويض خسائرهابالاتجاه  الى سوق الغاز الطبيعي المسال لتصبح اكبر اللاعبين فيه  بتوجيه الصادرات الى الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم ، بالإضافة الى مساهمة العامل السياسي الذى جعل السعودية تقدم كعكعة الانتاج لصالح روسيا بزيادة صادراتها من النفط الخام وتوجيها الى الصين . وببداية 2018  افتتحا الصين وروسيا خط أنابيب لخام (إسبو) الذى سيساهم في مضاعفة الطاقة التصديرية من روسيا لتصل إلى 600 ألف برميل يومياً خلال عام 2018 بالإضافة الى زيادة صادراتها فياسيا . وبالرغم من العقوبات الدولية على روسيا بسبب ضم شبة جزيرة القرم الا ان عام 2017 شهد زيادة في صادراتها من الغاز التى بلغت 8.1% بأجمالى 193.9 مليار متر مكعب وهذا وفقا لتصريحات أليكس ميلر رئيس شركة غازبروم الروسية .

اما على المستوردين فقد كان التأثير ايجابي نوعا ما :

فقد ادي انخفاض اسعار النفط الى استقرار الاقتصاد الأوروبي وهيأ الفكر  للصين بمتابعة استراتيجية طريق الحرير الجديدة عبر أوروبا وآسيا ،  وادراك اليابان اهمية استراتيجية الطاقة بعد حادثة مفاعل فكوشيما .

-اما الولايات المتحدة الامريكية فقد ساعدها النفط الصخري الذى يعد ثروتها الحقيقية على ان تصبح من كبار منتجي الطاقة عالميا مما يؤهلها ان يصبح لديها اكتفاء ذاتي مستقبلا   ،ولكن بالرغم من تلك  التوقعات المتفائلة يرى آخرون أن النفط الصخرىهو الاقويفى سباق معادلة ارتفاع الأسعار، حيث تقترب صادرات النفط الصخرى من مليونى برميل يومياً، كما أن إجمالى إنتاج النفط الأميركى يقترب من 10 ملايين برميل، حسب الإحصائيات الأخيرة التى نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

كما توقعت شركة إكسونأن تنمو تجارة الغاز الطبيعي  الذى يستخدم مقارنه بالنفط في معظم الشركات والاعتماد عليه في الطاقة اللازمة للسيارات الكهربائية.

كما ان شركة شل تستعد باستثمارات ضخمة من الغاز الطبيعي مما يثبت ارتفاع الطلب عليه مستقبلا .

فقد أنفقت الشركة في العام 2017 الماضي مبلغ 54 مليار دولار أمريكي على مجموعة بي جي التي تستمد نصف إنتاجها من الغاز،  و أنفقت شيفرون وإكسون وشل مؤخرا مليارات الدولارات على مشاريع الغاز الطبيعي المسال الجديدة في جميع أنحاء العالم ، ولكن مع ملاحظة ان الان يستخدم الغاز الطبيعي بديلا عن الفحم ، فمن المتوقع ان يستبدل بدلا منه الرياح أو الطاقة الشمسية الأقل تكلفة .

توقعات متفائلة للأسعار :

كنتيجة  لاستمرار اتفاق خفض الإنتاج والإصرار عليه بين أكبر منتجين عالميين روسيا والسعودية، والتركيز على عوده أسعار النفط  لمستوياتها الاقتصادية العادلة التي تنهض موازنات بلادهم بعد ان اصابها عجز كبير الفترة الماضية  ؛ توقع بنك جولدمان ساكس أن ترتفع أسعار النفط  من 58 دولارا للبرميل إلى 62 دولارا خلال 2018 في اشاره الى تقارب تحقيق التوازن في السوق النفطية  وقدرتها المستقبلية على امتصاص الفائض النفطي بعد منتصف 2019  مع التوقع بانخفاض مخزونات الدول الصناعية إلى متوسط مستوياتها فى 5 سنوات وهى بداية عوده أسعار النفط فى الارتفاع من جديد  ، وقد رفع البنك الدولي توقعاته لمتوسط سعر خام برنت من 53 دولاراً إلى 56 دولاراً فى 2018، ولكن مع الانتباه الى مخاطر تدفق الإمدادات من الدول المضطربة سياسياً كفنزويلا وليبيا والعراق ونيجيرياالتى من الممكن ان يتسبب انتاجها الغير منظم حدوث خلل بالسوق والاسعار .

وعلى الرغم من هذا التفاؤل إلا أن النفط الصخرى يبقى عائقا كبيرا أمام طموحات أوبك في محاولات عودة الاسعار للإتزان بسبب تمكن منتجى النفط الصخرى من خفض تكاليف الإنتاج بنسب 15 – 17 % مما سينعش ذا النوع من الاستثمار .

لذا يتضح من السابق عرضه هي بداية مبشرة تتخللها الحيطة والتفاؤل الحذر تجاه مستجدات سوق الطاقة التي تم ايضاحها .